لولا لقمان


لست على علمٍ............... أو أنني لست واثقاً ،..

هل أرتجف برداً رغم حرارة الخاطر ؟ و لماذا يصاحب ارتجافي ارتعاش  و انتعاش  ؟

أتخيّل شيئاً ما ، أتحسس أبواب الفردوس تشرع ، تكاد عيوني تنغمس داخل جبهتي ، أتصبب عرقاً ، ينساب عرقي عبر مسام وجهي ، منسالاً منزلقاً أسفل رقبتي ، تلامس تلك القطرات رعشة جسدٍ ملقىً على يساري ....

تتجه نحوه باندفاع ، تكوّن خطّاً نهريّاً بين جسدينا المتلامسين ، تسبقني ذراعي لتلتفّ حول كتفهيا ، يرسو كفي في موانيء أطرافها ، تنكفيء يدي فوق إبطها ،

أسحبها نحوي بعزم ، أطرق أبواب هواجسها ، أترجل فوق مراكبها ، أشتمّ عطور الياسمين المنسيّة فوق الأجفان ، أغزو ساحات جسدها ، تتنهد معلنةً نصراً ، لكني هيهات أنسحب ، كيف أنسحب ؟

نعومة تلفها حولها ريشاً ، نقاءٌ و صفاءٌ في اللون لم أعهدها بغيرها ، انجذابٌ غير اعتيادي ، يغفو شعر صدري فوق ذلك الصدر ، ينام هنيئاً قرير العين ، أحسده على ما احتاط به ، فراشٌ وثير لم يحلم به على الإطلاق ، صدرٌ ناهدٌ ممتليء ، يبرز محياه ، ليهبط أسفله منحنياً لعظمة الخصر الأهيف الناحل ، قدّها ساحر ، مبسمها رقيق عذب ، وجنتها تحمرّ حتى تنضج فتشتهيها الأنفس ، عنقها يسلب مني  اكتراثي بالحياة ، ماذا أريد ؟ و هل أطمع ؟......

أأودّ من الدنيا أكثر ، حسبي من الجنة أن سيقاني تراوغ قدماها ، أربعة أطفال يحومون و يختبؤون ، يلتفّون حول بعضهم بعضاً ، تتعانق السيقان تحت ملائتي ،......

أطفالاً لا يستبدلون نعيم الدنيا و مرح الأرض بذلك المرح.!!!!ساقا ظبيٍ يعتصران بياضاً ، يتلامسان كلما وقع عليهما بصر ، ...

تناثرت أجواءٌ من النشوة في فراشي ، تجمعت الحمائم وحطت على رفوف نافذتي ، مال بنفسج الغرفة نحو سريري ، حدّقت لوحات المكان بها ، ازدادت لهفتي و تعاظمت مخاوفي عليها .، غطيتها من وهج الشمس ، غمرت وجهها الملائكي بنظراتي ، وانتزعت قبلتي من جبين تلك الحورية .

داعبت أطرافي التفافة جفنها ، سافرت شفتاي عبر ثناياها ، عبر ثنايا فرائها ، أغمضت عيني و رمشت ، ثم استلبت نظرةً حالمةً إليها ، كان نور الصباح ينبعث خيوطاً حتى أضاء ، تمنى عندها نور الفجر لو منحته شيئاُ من ألقها .!!

كم أنا في حيرةٍ من أمري !! ، لا أدري ما حل بمدمعي !!!!.....

لا أنام ،لا أغفو ،لا تزورني الراحة ،أفكر ، أتخيل ، أتأمل ، أتهيأ ، أتمنى ، ........ لا أدري .

غادرني تفكيري مودعاً . فهرعت لألقى لقمان ؛...

همس في أذني بخفوتٍ : لا تستيقظ ...

تجهمت و قطبت جبيني ، أستغرب ماذا في رأسه ؟؟؟

بادرني مفسراً :

معشوقتك تراود أحلامك ،.... أقايضك الحكمة بهيامك .!!

 

 

عودة